للتوضيح؛ أنا لست فنانا ولكنني من جمهور الفن، ولدي قناعة تامة بأن الفن والثقافة هما مؤشران يعكسان رقي الإنسان والحضارة، وتعملان على تحصين الشعوب من تداعيات الحاضر والمستقبل…ووجود الفن بالشكل المطلوب في حياة الفرد يتطلب تفاعلا مستمرا بين صانعي الفن والثقافة، والجمهور العاشق والمتابع لهذا القطاع.
كأي شخص يحب بلده جئت لأترجم حبي للأردن وعمان ولمنطقة اللويبدة، ولأقوم بدوري حتى لو كان صغيراً للويبدة.
أطمح لأن نتعاون جميعا وأن نعمل مع الفنانين والمبدعين والمؤسسات والمجموعات والأفراد لتعزيز المشهد الثقافي والفني في اللويبدة.
بطبيعتي أحب التحديات… وأعيش لمواجهتها؛ فهي تعطي لحياتي معنى، وهي تشكل لي سببا محفزا للاستيقاظ صباحاً، ودافعا لأن أتطلع بتفاؤل وطاقة إيجابية خلال يومي… ولهذا ما دمت حياً سيكون دائما هنالك تحدي جديد بالنسبة لي!
حكمت الثقافة هي مبادرة تسعى لتعزيز اللويبدة كوجهة أولى للثقافة والإبداع في عمان.
ننطلق من جذور هذا الجبل وتاريخه وبما يحمله من فن وجمال، ونؤمن بأهمية التجديد مع الحفاظ على روحه وأصالته.
باختصار… اللويبدة هي نواة الثقافة والفن في عمان، ولدي دور صغير في هذه المنطقة… وأطمح أن يكون الدور مؤثر.
اللويبدة هي المكان الذي نشأت فيه، وترعرعت بين أزقته، وقضيت سنوات المدرسة فيه…اللويبدة هي المكان الذي أحب الذهاب إليه لأتمشى فيه ليلا، وأشم ريحة الياسمين والأرصفة هناك، وهي مكان أجد فيها راحتي النفسية وأشعر فيه بالارتياح. أنتمي لهذا المكان وهو جزء لا يتجزأ من حياتي وذكرياتي.
تعمل حكمت الثقافة في المرحلة الأولى ضمن ثلاثة مسارات هي: المنح الصغيرة، ومشاركة المعرفة مع الفنانين؛ خاصة في مجال بناء وتوسعة قاعدة الجمهور والتسويق، بالإضافة إلى بناء شراكات مع مؤسسات ناشطة في اللويبدة وربط الفنانين والمبدعين بهم.
في المرحلة الثانية سنعكس ما تعلمناه في المرحلة الأولى، لنجدد ونطور من خدماتنا ونشاطاتنا بما يعكس حاجة المرحلة.
لا نخاف الفشل بل نخاف من عدم التعلم من أخطائنا… نحن هنا لنخوض تجربة ضمن خطة.
ندرك تماما أن العمل المجتمعي وإحداث تغيير هو رحلة تتطلب صبرا، وتقييما للذات والنتائج. العمل في قطاع الثقافة يواجه تحديات كثيرة حول العالم، ونعرف أن العمل ليس سهلا…. إلا أنه ليس مستحيلا في نفس الوقت.
نعمل ضمن نموذج عمل بسيط وواضح وله خطة استراتيجية واضحة. ما يهمنا حقا هو إحداث فرق في المشهد الثقافي في جبل اللويبدة، والعمل من خلال فهم جمهورنا: الفنانين والمبدعين وجمهور الفن، والتركيز على أولوياتهم من خلال تقديم المنح إلى مشاركة المعرفة والتشبيك .
من هنا بدأنا من خلال موقعنا الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي وأطلقنا منحا تمويلية صغيرة للفنانين، تتراوح قيمتها بين 200 إلى 1000 دينار، بهدف دعم أفكار ومشاريع فنية وإبداعية تنفذ بهدف إثراء المشهد الثقافي في اللويبدة.
أيضا سنشارك الفنانين والمبدعين بكتيبات النجاح، التي تمكنهم من بناء مشاريعهم على أسس سليمة في الإدارة وزيادة معارفهم في مجال التسويق وبناء الجمهور وتوسيع قاعدة الجمهور المتذوق للفن، والذي هو على استعداد لشراء منتجات فنية.
مشوارنا طويل…ومشوار الألف ميل يبدأ بخطوة… وها نحن قد بدأنا.
تقديم المنح الصغيرة يأتي ضمن منهجية كاملة نتبعها في مؤسسة الجود ومتبعة في العالم وهي “إنجاز الكثير بالقليل”. الفنان مبدع بطبيعته وهو يصنع شيء من لا شيء، ونحن نؤمن أننا نستطيع صناعة فرقا من خلال الأفكار العظيمة ومبالغ بسيطة .. وهذا ما أثبته تنفيذ العديد من مبادراتنا ومشاريعنا في مؤسسة الجود، وهنالك أمثلة كثيرة حول العالم لنجاح المنح التمويلية الصغيرة في تحقيق تغيير على أرض الواقع.
نقدم منح حكمت الثقافة لرواد المشاريع الإبداعية والفنية في جبل اللويبدة، وطلاب المدارس والجامعات التي تصب أعمالهم في تعزيز المشهد الثقافي في جبل اللويبدة، وجميع المبدعين المهتمين بتنمية وتعزيز المشهد الثقافي في جبل اللويبدة، ومنظمو الفعاليات الفنية والابداعية، وأي شخص على استعداد وجاهزية لتنفيذ فكرة إبداعية في فضاء اللويبدة.
نعم لدينا شروط تتلخص في:
تجمعنا علاقات طيبة مع العديد من الأفراد والفنانين والمؤسسات الفاعلة في اللويبدة .. ومن أهدافنا العمل معا ضمن شراكات خاصة مع المؤسسات والأفراد الفاعلين في اللويبدة. بالنهاية أي شخص أو مؤسسة يستطيع أن يكون له دور، ونحن هنا لنضاعف الأثر والعمل معا.
من خلال حكمت الثقافة سنقوم بتشبيك الفنانين والمبدعين مع المؤسسات المختلفة ضمن الدائرة التي نعمل بها، لنسهل عملهم ولنبني معا نظام عمل مشترك للجميع.
نحن هنا لندعم، وقد بدأنا بخلق شراكات مع مؤسسات أخرى ومسارح ومدارس وغيرهم.
بحلول العام القادم سنكون قد مشينا خطوات في مشوارنا الطويل، سنكون خضنا التجربة، أخطأنا وتعلمنا وقيمنا تجربتنا. ندرك أن التغيير يحتاج لوقت ونحن نملك الصبر والعزيمة للوصول إلى أهدافنا ورؤيتها على أرض الواقع. سنعكس هذه التجربة علي نوعية خدماتنا ونشاطاتنا وآلية العمل، وسنقوم بالتركيز أكثر وأكثر على نقاط القوة التي من شأنها أن تؤسس لمنظومة عمل مستدامة.
يواجه الفنان أكثر من تحدي أهمها استدامة عمله ووجود دخل مستمر له يستطيع من خلاله النهوض بمشروعه الفني.
ولعل أهم نقطة للفنان هي الموازنة بين الإنتاج الفني المميز والقدرة على بيع هذا المنتج/الخدمة وبناء جمهور مخلص له، وتوسعة قاعدة الجمهور فيما بعد.
ولتحقيق ذلك على الفنان أن يكون لديه معرفة بالتسويق وكيفية مخاطبة الجمهور وزيادته، وهنا يأتي دورنا الذي نقدمه بكل حب وتعاون.
السؤال المهم الذي أطرحه بيني وبين نفسي دائما: كيف يمكن أن نعمل جميعا من أجل توسعة دائرة الجمهور الذي يقدر المنتج الفني والثقافي؟
قد يستغرب البعض من كلامي إلا أنني أعتبر مقياس النجاح هو تقديم الفنان لمنتج فني مميز ووجود جمهور متابع لهذا الفن والمنتج …. أؤمن بالفن الذي له جمهور، ومن لا يسوق منتجه مع أنه أخذ قرار بمشاركته مع الجمهور هو فعليا غير موجود، وإذا صح القول أنه يكون قد ظلم فنه وظلم نفسه .
نستطيع أن نلوم الظروف والمنظومة ليل نهار، فعليا الظروف لن تتغير… نحن من نستطيع تغيير واقعنا وتحقيق أحلامنا… بالنهاية كل شخص مسؤول عن حياته…ويكتب قصة حياته بنفسه، وما يميز الفنان هو إبداعه؛ وإبداعه حتما يستحق أن يتم مشاركته مع الآخرين وأن يحقق له مردود مادي مجدي… هو قرار شخصي بالنهاية وخطوات يأخذها كل شخص وعلى أرض الواقع.
باب حكمت الثقافة مفتوح لكل محبي اللويبدة، وباب التطوع أيضا، ويستطيع أي أحد تقديم طلب للتطوع من خلال الموقع الإلكتروني لحكمت الثقافة (اضغط هنا).
أعتبر نفسي محظوظاً أنني أخدم منطقة اللويبدة في هذا المجال، وأتمنى للجميع أن يكون محظوظا مثلي بهذا الأمر.
لتصفح المزيد من المقالات والتسجيلات الصوتية والفيديوهات , تساعدك على فهم ذاتك وتقييم نفسك في نواحي الحياة المختلفة لتنعم بالسعادة وراحة البال حمّل تطبيق الكوتش من هنا