يقول الكاتب والأديب المصري، أنيس منصور: “الثقة بالنفس معركة ضد كل مضاعفات الهزيمة.”
الجميع يتحدثون عما يتطلبه الأمر ليُصبح المرء فنانًا. يركزون على أهمية التحلي بالثقة والشجاعة للتغلب على الفشل والرفض، وكيف يجب أن يستمر في تقديم عمل جيد، ولكن إذا عدنا إلى أرض الواقع، مَن من الفنانين الأكثر شهرة وموهبة، لم يتعرض لموقف تسبب في ضعف تقديره لذاته وزعزع ثقته بنفسه كمبدع؟!
قد يكون الموقف خسارة مسابقة، أو انتقاد لاذع لأحد أعمالك الفنية أو حتى فشلها كليًا، فخلال مسارك الفني، ستكون هناك دائمًا أشياء تجعلك تتساءل إذا كنت جيدًا بما فيه الكفاية، وربما تدفعك إلى حافة التخلي عن الفن. عندما يحدث لك ذلك، فإن اتباعك للخطوات الخمس التالية سيعينك على استعادة ثقتك الإبداعية للصمود والاستمرار..
سواء كانت الانتقادات التي تتلقاها أعمالك الفنية، أو خسارة إحدى المسابقات، أو حتى التعليقات السلبية المتكررة لأحد الزملاء الساميين، فإن العديد من المواقف قد تتسبب في هز ثقتك بنفسك، وحتى تنجح في إعادة بنائها من جديد، سيكون عليك الكَفّ عن التظاهر بأن هذه الأشياء لم تحدث، والاعتراف بأنها تسببت لك في ألم نفسي شديد، ومن ثم مواجهتها بدلًا من تركها تقضي عليك.
هل تتذكر ذلك الشخص الذي كنت عليه، قبل أن تهتز ثقتك بذاتك؟ أيًا كانت اجابتك، عليك أن تدرك أنك مازلت هذا الشخص، وأنك تمتلك العديد من نقاط القوة والمزايا الشخصية.
تذكر قول الكاتب والمؤلف الأمريكي، ستيفن كوفي: “إذا قال لك أحد الأشخاص بعض التعليقات السلبية، فلا تكن مثل الأسفنج، بل دع الهجوم يسيل عليك مثل الماء على الزجاج، ولا تسمح للتعليقات السلبية بالتأثير عليك.”
ضع أهدافًا مكتوبة تسعى لتحقيقها، بعضها أهداف صغيرة وبعضها كبير، وحفّز نفسك على تحقيق هدفًا واحدًا منها على الأقل، فأكبر دَفعة لاستعادة الثقة، هي عندما تتقدم وتحقق شيئًا مهمًا في مسارك الفني، سواء كان ذلك بكتابة رواية جديدة، أو انهاء لوحة رائعة، وربما انتاج مقطوعة موسيقية فريدة. سيكون ذلك بمثابة تحدِ قوي للانتصار على الشخص الذي تسبب في زعزعة ثقتك الإبداعية.
غالبا ما يكون السبب وراء الشعور بضعف تقدير الذات، هو التعرض لموقف سام أو انتقاد سلبي هدفه الهجوم الشخصي وليس تقييم عملك الفني. لذا، فإن أفضل طريقة لاستعادة ثقتك الإبداعية من جديد، هو الابتعاد عن ذلك الموقف أو الشخص، فأنت بحاجة للشعور بالارتياح، الذي لن يتحقق إلا بإبعاد نفسك عن الوضع السام.
لدينا جميعًا هؤلاء الأشخاص في حياتنا، سواء أصدقاء أو أفرادا من العائلة وربما زملاء من الوسط الفني، نثق بهم ونحترم رأيهم. هؤلاء الأشخاص بارعون جدًا في إخبارنا بما نحتاج إلى سماعه، ولهذا السبب نثق بهم، وبالتالي نصدقهم عندما يخبروننا، أننا سنتمكن من اجتياز الوضع آجلا أم عاجلا، لهذا السبب أقترح عليك أن تلتفت أكثر لأحد هؤلاء الأشخاص، والاستماع لنصائحه.
إعادة بناء ثقتك الإبداعية يتوقف على قدراتك ومهاراتك في تخطي الخسارة وعدم الانتباه للانتقادات غير البناءة!
لتصفح المزيد من المقالات والتسجيلات الصوتية والفيديوهات , تساعدك على فهم ذاتك وتقييم نفسك في نواحي الحياة المختلفة لتنعم بالسعادة وراحة البال حمّل تطبيق الكوتش من هنا